السيرة الذاتية

كتابات لا تعبِّر عن شخص كاتبها

يونيو 17, 2020

 “رآها للمرة الأخيرة وقد اعتاد كل يومٍ رؤياها من إشراقة الشمس إلى غسق الليل، والحق أنه سُمي غسقًا لأنها ليست فيه، وقفوا جميعًا في تلك الليلة، بعد أن انقضى اليوم، وكان لزامًا عليها أن تعود إلى منزلها لتحزم أمتعتها لمغادرة المدينة، وكان لزامًا عليه أن يعود ليحزم أمتعته للمغادرة هو الآخر، الكل يتحدث حديثًا يراه صديقنا ثقيلًا جدا، يود لو ينهي الوقوف ويغادر من فرط ما آلم قلبه من فكرة تركها، الكل من حولهم لكنه لا يرى غيرها، نظر لها، ورأى في عينيها الخضراوتَين تلك اللمعة ذاتها، لمعة الدمع التي كست عينيه، غير أنها شتتت نظرها بمجرد أن واقعت عيناه عينيها، بينما لم يشتت هو نظره، ظل واقفًا في حضرتها متأملًا فيها، عينان خضراوتان وشعر لامعٌ منسدلٌ على كتفين حانيَين رقيقين، بسيطةٌ في وقفتها ذات طلة وذات تأثيرٍ في من حولها، نظر لها وكأنها تشع نورًا، الزمن يمشي ببطء في هكذا أوقات، أو لعله توقف للحظات، ليس يدري في أي مكان يقف، ليس يدري في أي زمان يكون، ليس يرى حوله صديقًا ممن يقفون، بل ليس يدري بذاته، كل ما يدريه أنه يراها، ليس يرقب من الدنيا سواها، وقف لها ترصد لها، كل ذلك في ثوانٍٍ مرت بطيئًا بطيئًا، غير أنها مرت…”.

Posted in Design, Music, Uncategorized, WordPressTags:
أكتب تعليقا